القائمة الرئيسية

الصفحات

يواجه الموت بعد 5 محاكمات مؤجلة.. أين وصلت قضية "العودة"؟



لم يكن يعلم الداعية سلمان العودة أن تغريدة كتبها على خلفية الأزمة الخليجية ستفضي به إلى السجن، بل إلى المطالبة بـ"قتله تعزيراً"، في ظل محاكمات وصفت بـ"الهزلية" تعقد بين الحين والآخر.

"ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم"، كانت هذه التغريدة التي تسببت باعتقال العودة، في سبتمبر 2017، رفقة عدد كبير من الدعاة والمفكرين من قبل نظام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وخلال العام الأخير من اعتقاله عقدت السلطات السعودية جلسات سرية لمحاكمة الشيخ العودة، والتي كان آخرها في 28 يوليو 2019، قبل أن ترفع هذه الجلسة وتؤجل عدة أشهر دون تحديد موعد ثابت.

مسار زمني 
منذ أغسطس عام 2018 تعقد السلطات السعودية جلسات محاكمة للعودة، ولمعتقلين آخرين بتهم مختلفة، في الوقت الذي لم يصدر العالم سوى بيانات خجولة متجاهلة خطر ما قد يتعرض له.

"الخليج أونلاين" رصد، خلال العام المنصرم، الجلسات التي عقدت للشيخ العودة، في ظروف سيئة ومنع فيها حضور أقاربه، والتي بدأت منذ مطالبة النيابة بـ"حكم الإعدام تعزيراً"، وصولاً إلى آخر جلسة عقدتها:

في 12 سبتمبر 2017 اعتقل "العودة"، وبعدها بعام تقريباً، وتحديداً في أغسطس 2018، نشر "ميدل إيست آي" خبراً عن طلب النيابة العامة في السعودية الحكم بقتله تعزيراً (الإعدام).

ويوم 4 سبتمبر 2018 بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة أولى جلسات محاكمة العودة، ووجهت له 37 تهمة متعلقة بالإرهاب، مطالبة بما سمته "القتل تعزيراً" ضده، وبعدها بدأت سلسلة تأجيل المحاكمات.

أول تأجيل كان من 30 أكتوبر 2018 إلى تاريخ 11 ديسمبر من العام ذاته، ثم توالت التأجيلات إلى تواريخ 3 فبراير 2019، و1 مايو، و28 يوليو من العام ذاته، ليكون عدد المرات التي جرى فيها التأجيل 5 حتى تاريخ اليوم.

وفي آخر مستجدات القضية، قال نجله عبد الله في مقال بصحيفة غارديان البريطانية، يوم الأربعاء (14 أغسطس 2019) إن والده يواجه الموت "فقط لأنه دعا إلى الإصلاح في السعودية".

وفي مقاله المنشور بالصحيفة تحت عنوان "والدي طالب بالإصلاح في السعودية.. الآن يواجه الموت"، سلط العودة الابن الضوء على قضية والده، الذي تطالب النيابة السعودية بإعدامه بتهم عدة من بينها نشر الفساد والتحريض ضد الدولة.

وحذر العودة من تنفيذ حكم الإعدام في والده، معتبراً أن "خطوة من هذا القبيل ستكون جريمة اغتيال ترتكبها الدولة ولا يمكن السماح بالإفلات منها". وذكر أن والده عانى من سوء المعاملة بسجنه انفرادياً مكبل اليدين معصوب العينين، ومقيداً بالسلاسل داخل زنزانة، وحرم من النوم والدواء.

وسم "سننقذ سلمان العودة"
وبالتزامن مع الجلسة الأخيرة لمحاكمة العودة، تصدر وسم أطلقه مناصرو الشيخ السعودي على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي.

وأفاد حساب "معتقلي الرأي" الرسمي بـ"تويتر"، والمناصر للسجناء السياسيين بالسعودية، أن وسم "سننقذ_سلمان_العودة وصل إلى ترند في السعودية قبل قليل".

وأضاف: "السبب هو أنه تعبير صادق عن مطلب مُحق، فهنيئاً للمظلومين خلف القضبان بصدق محبة متابعيهم لهم".

وشهدت منصة تويتر تفاعلات من مناصري العودة مع الوسم (الهاشتاغ)؛ بين من يدعو الرياض لإطلاق سراحه ومن يدين محاكمته وتوقيفه، بالتزامن مع حديث من نجله عبد الله عن محاكمة سرية ستعقد له بالسعودية اليوم الأحد.

العودة ومصير خاشقجي!
ويثير تأجيل محاكمات العودة الكثير من التساؤلات بشأن التعامل الدولي مع ملف حقوق الإنسان في السعودية، بعد فتور الضجة التي أثيرت بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في إسطنبول في أكتوبر من العام الماضي.

ومن اللافت أن جلسات المرافعة في محاكمة الدعاة تجري بشكل سري وسط صمت دولي، كما أن الإدانات بخصوص الاعتقالات والمحاكمات لم تلق حملات واسعة من المنظمات الدولية لتسليط الضوء عليها.

ونقلت قناة "دويتشه فيله" عن الأكاديمية والمعارضة السعودية مضاوي الرشيد، قولها: "إن النظام السعودي كان قد جس نبض المجتمع الدولي، واستنتج بعد قتل خاشقجي أن الرأي العام العالمي غير مهتم"، وأن الحكومات الغربية "غير مستعدة لفرض عقوبات على السعودية" بسبب طبيعة العلاقة الاقتصادية معها.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات